يُعْتَبر ايليا ابو ماضي أحد اكبر شعراء المهاجر و مِن اكبر الشعراء العرب المعاصرين.
وُلِدَ في قرية «المحيدثة» القريبة مِن بكفيا في لبنان، سنة 1889. حيث تلقی علومه الا بتدائية ،
ثم رحل اِلي مصر و نزل الاسكندرية حوالي (1900)، حيث مكث فيها اِحدى عشَرْسنة.
أصدر ديوانه الاول «تذكار الماضي» قبل أن يهاجر اِلي أميركا الشمالية، عام 1911.
ففي مصر بدأت موهبته الشعرية تتفتح و كان للأديب اللبناني أنطون الجميل، الفضل في اكتشافها و نشر بعض قصائدة في مجلة «الزهور» المصرية (1910-1913).
عمل ابوماضي في حقل التجارة و الصحافة، قبل أن يهاجر اِلي مدينة «سنسناتي» في أميركا حيث أمضي خمس سنوات فيها،
ثمّ اتجّه نحو نيويورك سنة 1916. ليواصل عمله في نظم الشعر و الاتصال بالأدباء و الكتاب في بعض الصحف التي كانت تصدر هناك.
ثم أصْدَر ديوانه الثاني «ديوان ايليا ابو ماضي» سنة 1918،
مما حقق له شهرة واسعة في عالم الاغتراب و كذلك في المشرق العربي.
ثم صدر ديوانه الثالث «الجداول» سنة 1927 و في سنة 1929 أصدر مجلة السمير، و في سنة 1946 صدر ديوانه «الخمائل» و ظلّ مقيماً بنيويورك اِلي أن توُفّي سنة 1957
قصيدة : قال السماء كئيبه !
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: *** ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم *** لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى *** صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها *** قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت:ابتسم واطرب فلوقارنتها *** لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل *** مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة *** لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها *** وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في *** وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم *** أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم *** لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها *** و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم *** لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل *** حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما *** قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما *** طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما *** أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن *** تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى *** متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا *** يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى *** شبر, فإنك بعد لن تتبسما
وهذه قصيدة : العيون السود
ليت الذي خلق العـيون السـودا *** خلق القلـوب الخافقات حديدا
لولا نواعــسهـا ولولا سـحـرها *** ما ود مالك قـلبه لــو صـيدا
عَــوذْ فـؤادك من نبال لحاظها *** أو متْ كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم *** كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طلبت مع الصـبابة لـذةً *** فلقد طلبت الضائع المـوجـودا
يـا ويح قلبي إنه في جانبي *** وأضـنه نائي المـزار بعـيدا
مـستوفـزٌ شـوقاً إلى أحبابه *** المرء يكره أن يعـيش وحيدا
بـرأ الإله له الضـلوع وقايةً *** وأرته شقوته الضلوع قيودا
فإذا هـفا برق المنى وهفا له *** هـاجـت دفائنه عليه رعـودا
جـشَّمتُهُ صـبراً فلما لم يطقْ *** جـشـمته التصويب والتصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى *** ولو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا *** ناراً وصار لها الفؤاد وقودا
والحبٌ صوتٌ ، فهـو أنةُ نائحٍ *** طوراً وآونة يكون نشيدا
يهب البواغم ألسـناً صداحة *** فإذا تجنى أسكت الغريدا
ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى *** إن طال عهد الجرح صار صديدا
ويلذُّ نفسي أن تكون شـقيةً *** ويلذ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني *** أو ، لا فخل العـذل والتفنيدا
اتمنى ان اكون قد وفقت فيما قدمت
وُلِدَ في قرية «المحيدثة» القريبة مِن بكفيا في لبنان، سنة 1889. حيث تلقی علومه الا بتدائية ،
ثم رحل اِلي مصر و نزل الاسكندرية حوالي (1900)، حيث مكث فيها اِحدى عشَرْسنة.
أصدر ديوانه الاول «تذكار الماضي» قبل أن يهاجر اِلي أميركا الشمالية، عام 1911.
ففي مصر بدأت موهبته الشعرية تتفتح و كان للأديب اللبناني أنطون الجميل، الفضل في اكتشافها و نشر بعض قصائدة في مجلة «الزهور» المصرية (1910-1913).
عمل ابوماضي في حقل التجارة و الصحافة، قبل أن يهاجر اِلي مدينة «سنسناتي» في أميركا حيث أمضي خمس سنوات فيها،
ثمّ اتجّه نحو نيويورك سنة 1916. ليواصل عمله في نظم الشعر و الاتصال بالأدباء و الكتاب في بعض الصحف التي كانت تصدر هناك.
ثم أصْدَر ديوانه الثاني «ديوان ايليا ابو ماضي» سنة 1918،
مما حقق له شهرة واسعة في عالم الاغتراب و كذلك في المشرق العربي.
ثم صدر ديوانه الثالث «الجداول» سنة 1927 و في سنة 1929 أصدر مجلة السمير، و في سنة 1946 صدر ديوانه «الخمائل» و ظلّ مقيماً بنيويورك اِلي أن توُفّي سنة 1957
قصيدة : قال السماء كئيبه !
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: *** ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم *** لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى *** صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها *** قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت:ابتسم واطرب فلوقارنتها *** لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل *** مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة *** لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها *** وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في *** وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم *** أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم *** لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها *** و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم *** لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل *** حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما *** قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما *** طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما *** أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن *** تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى *** متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا *** يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى *** شبر, فإنك بعد لن تتبسما
وهذه قصيدة : العيون السود
ليت الذي خلق العـيون السـودا *** خلق القلـوب الخافقات حديدا
لولا نواعــسهـا ولولا سـحـرها *** ما ود مالك قـلبه لــو صـيدا
عَــوذْ فـؤادك من نبال لحاظها *** أو متْ كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم *** كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طلبت مع الصـبابة لـذةً *** فلقد طلبت الضائع المـوجـودا
يـا ويح قلبي إنه في جانبي *** وأضـنه نائي المـزار بعـيدا
مـستوفـزٌ شـوقاً إلى أحبابه *** المرء يكره أن يعـيش وحيدا
بـرأ الإله له الضـلوع وقايةً *** وأرته شقوته الضلوع قيودا
فإذا هـفا برق المنى وهفا له *** هـاجـت دفائنه عليه رعـودا
جـشَّمتُهُ صـبراً فلما لم يطقْ *** جـشـمته التصويب والتصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى *** ولو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا *** ناراً وصار لها الفؤاد وقودا
والحبٌ صوتٌ ، فهـو أنةُ نائحٍ *** طوراً وآونة يكون نشيدا
يهب البواغم ألسـناً صداحة *** فإذا تجنى أسكت الغريدا
ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى *** إن طال عهد الجرح صار صديدا
ويلذُّ نفسي أن تكون شـقيةً *** ويلذ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني *** أو ، لا فخل العـذل والتفنيدا
اتمنى ان اكون قد وفقت فيما قدمت